روائع مختارة | قطوف إيمانية | التربية الإيمانية | كيف تتعاملين مع همومك؟

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
روائع مختارة
الصفحة الرئيسية > روائع مختارة > قطوف إيمانية > التربية الإيمانية > كيف تتعاملين مع همومك؟


  كيف تتعاملين مع همومك؟
     عدد مرات المشاهدة: 1899        عدد مرات الإرسال: 0

[] اذكري الله عزّ وجلّ:

ما أروع أن أملك فنّ إدارة همومي، فأتوجّه إلى الله ربي في لحظة من الهمّ فأرفع كفّي إليه سبحانه داعيةً مبتهلةً ومستغفرةً..وتارة دامعة العين ساجدة..وأخرى قارئةً لكلام ربّي في كتابه المبارك الذي أنزله ليرفع همومنا به، ويزيل ضوائق صدورنا بقراءته، قال سبحانه: {مَا أنزَلنَا عَلَيكَ القُرآنَ لِتَشقَى} [طه:2].

فذكر الله طمأنينة تشرق على القلب وسعادة تفيض على العمر ونوراً يضيء به الوجه..

قال جل وعلا: {أّلا بِذِكْرِ اللهِ تَطْمَئِنُّ القُلُوب} [الرعد:28] ، قيل إنّ ذكر الله في الآية: هو القرآن، وقيل: بل مطلق الذكر، وهو الصحيح إن شاء الله.

كثيرٌ هُمْ الذين صاحوا بالشكوى إلى الناس، وأحرقتهم دموع الهمِّ واليأس، ونَسوا ربَّ الجنّ والناس، فعليك بذكر مولاك قبل نزول الهموم والأحزان وبعد نزولها.

فقبل الإصابة بالهموم لابد من الذكر لأنّه يدفع الهمّ ويريح من الغمّ، ومعلوم أنّ الدفع أسهل من الرفع، فإليك هذا الدعاء المفيد لدفع الهموم قبل وقوعها.

عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: كنت أخدم رسول الله صلّى الله عليه وسلّم إذا نزل، فكنت أسمعه كثيراً يقول: «اللهم إنّي أعوذ بك من الهمّ والحزن، والعجز والكسل، والبخل والجبن، وضلع الدين وقهر الرجال» رواه البخاري في الفتح رقم 2893.

أمّا بعد حلول الأحزان ونزولها فلقد أرشدنا رسولنا محمّد صلّى الله عليه وسلّم إلى كثير من الأدعية بشأن هذا الهمّ، ومنها ما رواه البخاريّ في الفتح عن ابن عباس أنّ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم كان يقول عند الكرب: «لا إله إلا الله العظيم الحليم، لا إله إلا الله ربّ العرش العظيم، لا إله إلا الله ربّ السموات وربّ الأرض وربّ العرش الكريم».

وقال: دعوات المكروب: «اللهم رحمتك أرجو فلا تكلني إلى نفسي طرفة عين، وأصلح لي شأني كلّه، لا إله إلا أنت» رواه أبو داوود في كتاب الأدب رقم 5090، وحسنه في صحيح الجامع 3388، وفي صحيح سنن أبي داوود رقم 4246.

أين المهمومة من ربّ رحيم حكيم؟..ما أهمّها إلا لتُقبل عليه فتناجيه، وتشكو همّها إليه ليرفع سبحانه كربها..ويغفر ذنبها..أين المحزونة والمكروبة والمصابة والمألومة؟ ما بالنا لا نتمسّك بحبائل الوصال مع الله؟!..كفانا جفاء!..

عليك بالصلاة، فالصلاة نور.. وفيها تجتمع عبادة الدعاء، وعبادة قراءة القرآن، والإستغفار، والتكبير، والحمد، فكيف لا تكون بعد هذا نور وأمل لك في لحظتك هذه، بل في يومك، بل في حياتك..؟!

ولتعلمي أنّ الهمَّ عقوبة للمعرضة عن ذكر ربّها، تحيط بها الهموم وتحرقها الغموم، وتؤزُها الشياطين، فيضيق الصدر، وتدمع العين، وتضيق عليها الأرض بما رحبت، وتضيق عليها نفسها بما حملت..

حالها: {كَأنَّما يَصَّعدُ في السَّماء} [الأنعام:125] قال ربي وربكم عزّ وجلّ: {وَمَنْْ يَعْشُ عَنْ ذِكْرِ الرحمنِ نُقَيّض له شيطاناً فَهُوَ لَه قرين} [الزخرف:36]

وقد أوضح الله سبحانه وتعالى أنّ لكلّ معرض عن ذكره عقوبة الضنك في العيش، فهذا يعني أنّه لا راحة لمعرض عن ذكر الله، وأنّه لكلّ ذاكر لله سبحانه راحة في البال وهناء في الخاطر، قال عزّ وجلّ:{وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذَكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشةً ضَنْكَا ونحَْشُرُهُ يوم القيامة أعمى قال رب لما حشرتني أعمى وقد كنت بصيرا قال كذلك أتتك آياتنا فنسيتها وكذلك اليوم تنسى} [طه:124].

قال ابن كثير: ضنكاً في الدنيا، فلا طمأنينة له، ولا إنشراح لصدره، بل صدره ضيّق حَرِجٌ لضلاله، وإن تنعَّم ظاهره، ولبس ما شاء، وأكل ما شاء، وسكن حيث شاء، فهو في قلق وحيرة وشكّ، فلا يزال في ريبة يتردّد، فهذا من ضنك المعيشة ا.هـ

[] لا تستسلمي للهموم:

إنَّ من علامة صحّة القلب أن يكون أشحَّ بوقته أن يذهب ضائعاً من أشدِّ الناس شحَّاً بماله.

فإيّاك والإستسلام للهمّ، بل إقرأي، وصلي أقاربك، وتابعي دراستك، وإكتبي، واعبدي ربّك.

ولا تكوني حبيسةً لغرفة لا تزيد النار إلا حطباً، لأنّ الضعف أمام موقف من مواقف الحياة يكون طريقاً سهلاً لأن تقعي في شِباك الشيطان فيزيِّن لكِ أغنية أو يجرَّك إلى الغضب، أو إلى مهاتفة الجنس الآخر بهدف الشكوى والتخفيف من حدّة الشعور، أو إتخاذ مواقف معادية تجاه الناس إن كانوا سبباً فيما أصابك..

فإيّاك أن توقفي عقلك وتفكيرك، وتلغي إيمانك، فتضعفين، وسرعان ما تهلكين،.

بل حاولي أن تعبِّري عن وضعك بطرق صحيحة، فإن كانت الدموع وسيلة فلا بأس، ولكن لابدّ بعد هذا التعبير من موقف يزيل هذا الهمّ أو يقلّل من أثره، فمن الممكن أن تطلبي الإستشارة ممّن تثقين أنّها ستساعدك، وأنّها صاحبة عقل وصلاح وعلم، ولكن لا تنسي اللجوء أوّلاً إلى مسبب الأسباب، وقاضي الحاجات، الله جلّ شأنه.

يقول الزبير ابن عدي: أتينا أنس بن مالك فشكونا إليه ما نلقى من الحجاج، فقال: اصبروا، «فإنّه لا يأتي عليكم زمان إلا والذي بعده شر منه حتّى تلقوا ربّكم»، سمعته من نبيّكم صلّى الله عليه وسلّم" رواه البخاري - الفتح 7068.

الكاتب: بلقيس صالح الغامدي.

المصدر: موقع رسالة المرأة.